بعد ان يتم فطام الكر يبقى ملازماً لأمه يركض مبتعداً عنها,ثم يعود مسرعاً اليها وخاصة اذا كانت ترعى على البيدر, يدور حولها راكضا وعلامات الزهو والعنفوان والخيلاء تبدو عليه وكأني به يقول :يا أرض اشتدي ما حدا قدي
بعد بضعة أشهر يبلغ مرحلة اليفع ويكون قد آن الاوان لتكبيسه
فما هو التكبيس؟؟؟؟
التكبيس هو عملية تحطيم العنفوان والزهو عند الكر,وتحويله الى أداة طيعة ,يوضع الرسن في راسه,يتم ركوبه يمشي حين يقولون له:امشي. ويقف عندما يقولون له:قف
هذه العملية التي نضحك عليها ونحب سماعها وكانت تتم في الضيعة,نراها هذه الأيام جلية واضحة وعلى مستوى عالمي وخاصة في شرقنا العربي ,حيث تقوم امريكا بتكبيس معظم القادة العرب وآخرهم جماعة 14 آذار
هي تضع الحبل في رقابهم ,تركب عليهم ويمشون حين تريد ويقفون حين تريد,ومقابل ذلك تقدم لهم العلف
نعود للكر, يقولون:لقد حل تكبيسه.هنا ينبري بعض الفتية وتأخذ النخوة احدهم ,فيقذف بنفسه على ظهر الكر الذي لايلبث أن يعنطز ,فيسقط الفتى على الفورعن ظهره ,فاذا كان محظوظاً بقي سليماً وإلا انكسرت يده .عندها يأخذوه الى المجبّر العربي ,وهناك يبدأ المجبّر بشدّ اليد ويبدأ الفتى بالبكاء والصراخ ..(واخ وايخ ).وقبل نصف قرن,كنا كلما رأينا فتى مكسور ,فإما أنه واقع عن ضهر الكر أو أنه واقع عن شجرة أثناء بحثه عن العشوش
وهكذا يحاول الفتية ركوب الكر والقبضاي هو من يبقى أطول فترة ممكنة على ظهر الكر ,وهذه لاتبلغ في اقصى الحالات بضعة ثواني
بعدها , كان يلجأ أصحاب الكر لوضع حمل من تراب على ظهره ويربطونها ويثبتوها جيداً بحيث لاتقع مهما (عنطز) ومهما لبط الكر وركض ,ومع الوقت يتاقلم الكر مع الوضع الجديد ويصبح شيئاً فشيئا سهل القيادة
هل لاحظتم أن تكبيس الكر ,الذي كنا نضحك ونتندر به ,إنما هورياضة مشهورة في أمريكا <لاادري ما اسمها > وهي الرياضة التي يعتلي فيها الخيالة المدربون والمزودون بأحدث المعدات,يعتلون ظهور الخيول او العجول غير المكبسة ,وعندما تفتح الابواب تبدأ هذه الخيول بالعنطزة ,فلا تلبث الخيالة بالسقوط عن ظهورها ,والخيال الفائز ,هو من يبقى اطول فترة ممكنة ,وهذه في اغلب الحالات لاتتعدى بضعة ثواني
عندك شفاف بتاكل ملبّس
و قلوب فيها جرحنا ملبّس
و صابيع فيها عمرنا محبّس
و عيون فيها شعبنا محبّس
منضل منعنطز على الفاضي
و بالآخره منصير نتكبّس