بين خديجة و« جوجو»
دخل طاغية إلى إحدى القرى .. وأعلن أنه يريد نهبها وتدميرها وقتل رجالها ..
ثم طلب من كل امرأة أن تحمل أثمن مالديها وترحل
فهو لايريد أن يمس النساء بسوء على اعتبار أنهن « ضلع قاصر» ولا حول ولا قوة لهن..
فما كان من كل امرأة إلا أن حملت زوجها على ظهرها ورحلت ..
وعندما علم الطاغية بذلك..عفا عن القرية.. وأعلن هزيمته أمام حكمة النساء..
ولو قدّر لهذه الطاغية أن يعيد الكرّة في زمننا هذا ..
لحملت نساءنا أثمن ما لديهن من موبايلات ومجوهرات وأدوات المكياج
ورحلن غير آسفات على شيء.
٭ وعندما سئل محام مشهور في إحدى البلدان عن سرّ نجاحه في حياته العملية
وقدرته الدائمة على كسب القضايا الموكلة إليه مهما كانت صعبه وشائكة..
أكد المحامي أن زوجته سرّ نجاحه فيكفيه أن تجلس إلى جانبه كل مساء
وتحيك بسنارتها قطعة ملابس صوفية ..ليبحث في أصعب القضايا
لأن زوجته بصمتها تمنحه الأمان والدفء والشعور بالثقة
رغم أنها أمية لا تعرف القراءة أو الكتابة.
في حين أن معظم الرجال في أيامنا هذه.. يغادرون منازلهم إلى المقاهي والأماكن العامة
هرباً من نقّ زوجاتهم المتواصل..
فالزوجة تريد أن تواكب مسيرة الحضارة والموضة
وآخر الصرعات بقائمة طلبات لها بداية وليس لها نهاية
حتى يتمنى الرجل من هؤلاء أن يغادر بيته إلى غير رجعة
عملاً بقول الشاعر الذي رحل غاضباً من حمق زوجته وقال لها:
« وعدّي السنين على عودتي .. واتركي الشهور فإنهن قصارُ».
٭ وفي زمن ما استطاعت خديجة وهي أم الأربعة أيتام..
أن تربي أبناءها وتعلمهم أفضل تعليم وذلك من خلال بيع البيضة والبيضتين..
فلم تكن تملك إلا بضع دجاجات وبعض الصبر والحكمة،
أما خديجة هذه الأيام أو « جوجو» فإنها تقتطع من المصروف اليومي
الذي خصّصه زوجها المعّتر لقوت الأولاد..
لتصبغ شعرها.. أو لتشتري أدوات للزينة.. أو للاهتمام بمظهرها..
فالدنيا مظاهر.. وتقتر على أولادها في غفلة من زوجها«و هو آخر من يعلم»
وتتهمه بالبخل وماذا يعني أن الرجل من أصحاب الدخل المهدود... !
هذا لايهم المهم أن تحافظ على برستيجها أمام الأخريات وهي..« ياعيني» مظلومة،
فلم تطالب بخادمة سيرلانكية.. أسوة بجاراتها ..
ولم تجدع أنفها.. أو تمط شفتيها ، أو تشفط ثلاثة أرباع جسدها..
بل تكتفي بزيارة الجارة.. لتلملم أخبار الحاره.. وتتأمل حالها ..
مع نفس نرجيله لعلّها تنجلي..
٭ وإذا تكفلت الجدات فيما مضى..بوعظ البنات .. بضرورة المحافظة على الحشمة والأدب والقيم الأصيلة..
فإن الكليبات هذه الأيام صارت سيدة الموقف
فالمطرب الذي يحسن فن الرقص والرفس في جميع كليباته يؤكد في كليبه « اللي بتقصّر تنوره»
أن الغنوجة كلما كانت تنورتها أقصر.. كانت فرصتها أكبر في الحصول على وظيفة
يعني الشهادة والتعليم صارا في مهبّ الريح ..
كيف سنقنع أولادنا بكلامنا بعد هذا الهرج والمرج الذي نراه كل يوم على الفضائيات ..
هل من جواب يا أولي الألباب؟
وسقى الله تلك الأيام التي كانت فيها المعلمة مثالاً يحتذى به ..
نطقها سليم ولباسها محترم.. وصرامتها بادية على وجهها..
أما اليوم فلا يبدو على وجوه بعضهن إلا مجموعة من الخرائط والألوان التي تنسج كل صباح..
والثياب التي تظهر أكثر مما تستر ناهيك عن ضعف المستوى الثقافي عند الأغلبية..
فأمة « اقرأ» ..لا تقرأ إلى درجة أن إحدى المعلمات أخبرت تلاميذها
بأن إيران دولة عربية.. وأن تركيا دولة آسيوية والله يجيرنا من الأعظم.
فما رأيكم .. دام فضلكم ؟......