ساو الـمـشـرف الـعـام لأقـسـام الأدب
المساهمات : 163 تاريخ التسجيل : 02/01/2008 العمر : 35
| موضوع: المهرج ( 2 ـ3 ) الأربعاء أبريل 30, 2008 11:16 pm | |
| اخرجْ وإلا حطَّمتها على رأسك. صقر: (والشرطي يدفعه داخل النظارة) أين سيفي؟ أين درعي؟ الشرطي: إننا نشحذه يا مولاي (تدخل شخصية أجنبية يسارع المسؤول والمدير إلى تحيتها باحترام بالغ. والشخصية تعلَّق قبعتها في مشجب وتدخل إلى غرفة جانبية). المدير: ما هذه الطلاسم يا سيدي.. من هذا الأجنبي وماذا جاء يفعل؟ المسؤول: اجتماع هام.. ستعلم في الحال.. (للشرطي) لا نريد أية ضجة (يدخل إلى الغرفة الجانبية ويتبعه مدير المركز. الشرطي يغلق الباب ويقف أمامه كالحارس. يدخل المهرج حاملاً باقاتٍ من الزهور، والفرح مازال يغمره لتطوراتِ الموقف لصالح صقر قريش) المهرج: زهور وهتافات يا مولاي (يفاجأ بخلو المركز وبالصمت المطبق) أين الأمير؟ الشرطي: (يعترضه) هس المهرج: أين الأمير؟ هل ذهب بدوني. صقر: (من وراء القضبان) إنني هنا المهرج: (بغضب واستغراب) من أعادك إلى النظارة؟ ما هذه اللعبة؟ الشرطي: الأوامر.. اخرج بسرعة .. ولا كلمة.. اجتماع هام المهرج: ما هذا الغموض.. ما هذه القبعة؟ الشرطي: اجتماعٌ هام مع مندوب عن الحكومة الاسبانية المهرج: (هلعاً وقد لعب الفأر في عُبِّه) مولاي الشرطي: (مشيراً إلى باب الخروج) إذا سمحتَ وإلا أخرجتك بالقوة. المهرج: (متوسلاً بحرارة) أرجوك. كلمة واحدة وانصرف الشرطي: (يوافق على مضض بعد أن قرع الجرس في الغرفة الجانبية فينصرف عنه إلى الداخل) بسرعة قبل أن يراك أحد. المهرج: (متضرعاً أمام الزنزانة) يجب أن نهربَ يا مولاي صقر: أهرب؟ وهل جئت من قبري وقطعت ألف عام من العصر الأموي حتى الآن لأهرب؟ المهرج: ولكن الماء تجري من تحتك. صقر: أين الماء؟ لا أجد أثر لهذا الماء المهرج: هنا تحت قدميك. تحت الأرض في كل مكان صقر: (ساخراً) متشائم دائماً متشائم المهرج: ستغرقُ يا مولاي وأنت لا تجيد السباحة. سيفك ودروعك الأندلسية ليست بالحراشف الملائمة لأمواج القرن العشرين. صقر: إن تشاؤمك يعذبني أكثر من سجني. لقد تأكدوا من شخصيتي واعتذروا مني وارتموا على صدري وقبلوا يدي ماذا تريد أكثر من ذلك؟ الشرطي: (يخرج ويغلق الباب وقبل أن يغادر المسرح إلى غرفة أخرى يقول) بسرعة .. بسرعة.. سوف أفقد وظيفتي. المهرج: لحظة فقط (لصقر قريش) إنك لا تفهم. لا تفهم يا مولاي صقر: ألم ترَ الوجوه يغمرها الفرح؟ ألم تسمع الهتافات تدوي في الشوارع.. المهرج: ليس المهم ما يجري في الشوارع. بل ما يجري هان في الغُرف السرية (يشير إلى غرفة الاجتماع) (يعود الشرطي حاملاً صينيه عليها مشروب) عليك أن تهرب. الشرطي مشغول كما ترى والقضبان ليست متينة. صقر: لن أهرب لن أهرب. ما جئت لأهرب. المهرج: مازلت مصراً على تحرير فلسطين صقر: طبعاً . إن هي إلا إجراءات شكلية وأكون حراً كالصقر طليقاً كالريح فوق الرمال والمضارب العربية. المهرج: دعك من الشعر الآن. الشركي: (يأتي غاضباً) ألا تفهم من كلمة واحدة المهرج: كلمة أخيرة أرجوك (الشرطي يهرول بعد أن يسمع الجرس مرة أخرى) مولاي إنك تحتفظ تحت عقالك الطاهر هذا بذكريات أكل الدهر عليها وشرب. أيةُ مضارب وأية رمال تتحدث عنها. حتى لو قُدِّرَ لك أن تخرج حراً من هنا، وهذا ما لن يحدثَ أبداً وترى ما خلف هذه الجدران من خوفٍ وجوعٍ ولا مبالاة. وما يتراكم في خنادق الحرب من الغبار وبول المارة. سوف تقبلني على خدي هذا احتراماً لتشاؤمي. صقر: قد يتزعزعُ برجُ بابل من أساسه.. وتنهار جبال الكون من جذورها. ولكن ثقتي بهذه الأمة لن تتزعزع.. وإيماني بهؤلاء الأحفاد.. لن ينهار. المهرج: حسناً. احتفظ بتفاؤلك كالسردين. فلن يطول بك الوقت حتى تنبعثَ منه رائحة أين منها رائحة المقابر.. رائحة المستنقعات. وداعاً يا جدي (يقبل يده الممدوة من خلال القضبان وهو يبكي) صقر: (يلثم رأسه حزيناً) وداعاً يا غرابي الصغير الشرط
====== الستار ======
====== الستار ======
====== الستار ======
" تم بعون الله "
========
ساو ـــــــــــــــــــــــــــ الفرح ليس مهنتي ؟ | |
|
المياسة نائبة الــ Admin
المساهمات : 372 تاريخ التسجيل : 06/03/2008
| موضوع: رد: المهرج ( 2 ـ3 ) الخميس مايو 01, 2008 1:35 pm | |
| شكرا لك ومجهودك رائع
يعطيك العافية | |
|