The Color Stars For Design
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

The Color Stars For Design

منتدى لمناقشة وعمل كافة أنواع التصاميم ولتطوير المواقع والمنتديات
 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 المهرج ( 1 ـ 2 )

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
ساو
الـمـشـرف الـعـام لأقـسـام الأدب
الـمـشـرف الـعـام لأقـسـام الأدب
ساو


المساهمات : 163
تاريخ التسجيل : 02/01/2008
العمر : 35

المهرج ( 1 ـ 2 ) Empty
مُساهمةموضوع: المهرج ( 1 ـ 2 )   المهرج ( 1 ـ 2 ) Icon_minitimeالأربعاء أبريل 30, 2008 11:50 pm

الفصل الثانى :
_________
من فجوة هائلة في التاريخ الموغل في القدم حتى العصر الأموي تعبقُ منها رائحة الجلال
والموت . يتصدرها مجلس صقر قريش المنعقد لأمر طارئ ، ويضم بالإضافة إليه صديقيه
المخلصين عبيد الله وأبو خالد ، ثيابهم البيضاء النظيفة تضاعفُ من تقطيب الوجوه الملتحية
السمراء . أما صقر قريش فعيناه تُشعَّان أكثر من سيفه ودرعه غضباً ونقمة على المهرج
المستكين في تابوته خائفاً متضرعاً من هول الموقف ومرارة الاستجواب .
صقر: إذن هكذا كنتُ أصرّف شؤون الدولة ؟ بالصراخ والشتائم أحكمتُ قبضتي على عنق
أوربا حتى جحظتْ عيونها من محاجرها .
المهرج: الرحمة يا مولاي .
صقر: لو أن مهرجاً من أحفادِ الفرس، من أحفاد الرومان، فعل ما فعلتَ، وقال ما قلتَ لما
اهتزَّّ خيطٌ في كفني هذا. أما وأنك من لحمي ودمي. حفيد من أحفادي فهذا والله أمر لن أنساه
مادام لي شاربٌ تحت أنفي وعقال فوق رأسي (يجلس حانقاً وكأن جسمه ناء بغضبه).
عبيد الله : (ينهض شاهراً سيفه) أيها المهرج الصغير.
أبو خالد: (يقلد زميله) أيها القنفذ البشري
عبيد الله: في أية مباءةٍ وضعتَ شرفك عندما تقمَّصْتَ أشجع الرجال وأصلبهم عوداً نائحاً
متيّماً كالعشاق ؟
أبو خالد: وعلى أي رفٍّ ركنت تاريخك عندما نقلت عن لسانه كلماتِ وأقوالاً لا يفوه بها
إلا الندماء والمهرجون؟
المهرج: سيدي .. مولاي
عبيد الله: هل تعرف حسبه ونسبه؟
المهرج: لا
أبو خالد: وهل تعرف خصاله وأفعاله ؟
المهرج: لا.
عبيد الله: وهل تعلم كيف وصل إلى سُدّة الحكم؟
المهرج: دخل الكلية العسكرية وعمل انقلاباً.
عبيد الله: لا.
المهرج: بالطرق البرلمانية.
عبيد الله: لا لا لا. وصلها في قبر مكشوف عمقُهُ عمقُ الفرات وطولُهُ طولُ ضفته .
كان في العشرين من عمره أرمدَ العينين حافي القدمين عندما تحدّى بغداد (مستفهماً)
وهل تعلم من كان يحكم العراق آنذاك؟ هل تعلم؟
المهرج: عبد السلام عارف.
عبيد الله: لا.
المهرج: عبد الرحمن عارف.
صقر: (وكأنه يسمع إسم كوكب جديد) من؟
عبيد الله: لا لا . أبو جعفر المنصور أيها الأبله ولا أظنك تجهل ما يعنيه هذا الاسم.
ومع ذلك تحداه وفك حصاره.. واخترق الأدغال والكهوف والأنهار.. ليبني مملكته بيتاً بيتاً
كما تبني الحمامة عشها في الأبراج...
أبو خالد: تصوَّر فتى في العشرين من عمره يقف على شواطئ الأندالس وحيداً شريداً
ليس في فمه كسرةُ خبز يبتلعها . وبعد عشر سنين.. كان في فمه مصيرُ العالم (مشيراً بسيفه)
هذا هو أميرنا.
عبيد الله: هذا هو قائدنا.
المجلس: هذا هو صقر قريش.
المهرج: (يرتمي مذعوراً على قَدَميّ صقر قريش) الرحمه.. الرحمة يا مولاي.
صقر: (يركله كحصاة) انهض.
المهرج: لم أكن أعلم . لم أكن أدري.
صقر: قلت انهض. لأول مرة أرى جبيناً عربياً بين الأحذية.
المهرج: ولكنه حذاء صقر قريش.
صقر: ليكن حذاء الآلهه.
عبيد الله: انهض قبل أن تُصاب الأرضُ بالعدوى.
المهرج: (ينهض مطوقاً بحلقة من السيوف) مولاي.. هذا عنقي المسكين بين سيوفكم القاطعه.
اريحوني منه. اختصروا آلامي وأريحوني.
صقر: إذا كنتَ جباناً على هذه الصورة، فلماذا تتحرش بالأسود.
أبو خالد: وإذا كنت ذليلاً لهذه الدرجة فلماذا تحاول القفز نحو النجوم.
صقر: دعوه. أتمنى لو وقعتْ عيني على كلب نافقٍ ولم تقع عليه.
عبيد الله: (ساخراً) ثم ما هذا الشارب الرفيع كذنب الفأر
أبو خالد: (يشده من ربطة عنقه) وهذا الرسن الطويل كرسن الحمار (ضحك وتقهقهات).
المهرج: مولاي.. إنني مجرد ممثل بسيط أردِّدُ ما يُملى علي.
صقر: كالببغاء؟
المهرج: نعم كالببغاء.
صقر: من المسؤول إذن عن هذه الافتراءات والأكاذيب؟
المهرج: المؤلفون؟ الكتاب؟
صقر: الكتاب؟ ومن هؤلاء الكتاب، لأية قبيلة ينتمون.
المهرج: أنا أعلم؟ شبابٌ لا أراك الله يا مولاي. يطلقون اللَّحى والسوالف،
ويتحدثون في المقاهي عن الضياع والتمزق.
صقر: (مستغرباً) ضياع؟ تمزق؟
أبو خالد: ماذا يعني هذا ؟
المهرج: متاعب العصر. تعقيدات الحضارة.
صقر: (وقد راح يجنح عن الموضوع الرئيسي) هل عندكم حضارة أيها المهرج.
المهرج: حضارة مخيفة.
عبيد الله: (وقد انتقلت إليه عدوى الاهتمام) كحضارة الروم؟
المهرج: أدوه.
أبو خالد: كحضارة الفرس.
المهرج: أي روم وأي فرس. إن الحضارة التي ننعم بها يا أجدادي تفوق أيّ تصوّر وأي
خيال (الأجداد يتحلقون حوله باهتمام وقد بلعوا الطعم)
صقر: هات حدثنا.
عبيد الله: لا تُثِرْ فضولنا.
المهرج: لقد تغير كل شيء وتطور كل شيء . الطعام الشراب، اللباس، الكلام، الحرب،
العلم، الأدب، كل شيء، كل شيء، تغيّر وتبدل (وكأنه يبوح بسر) عندنا تكنولوجيا.
صقر: تكنولوجيا؟
الأجداد: (يهمهمون مع حركات وإشارات بالأيدي والعيون)
صقر: وماذا أيضاً؟
المهرج: (يشعل سيكارة فيسعل الأجداد ويتحاشون الدخان بأيديهم) أشياء لا تصدق.
أبو خالد: ما هذا الذي تنفخه؟
صقر: أهو من الحضارة؟
المهرج: هذا اختراعٌ بسيط لتخفيف الهموم
عبيد الله: هل سمعت يا أبا خالد
صقر: دعونا نفهم وماذا عندكم أيضاً؟
المهرج: (وقد اشتعل حماساً بعد أن حرفهم عن الموضوع الرئيسي نهائياً) عندنا عَصَّارات
جزر ، ماكنات حلاقة، طاولات فورمايكا. غسالات فريسكو، قداحات غاز، مراوح توشيبا،
طناجر بريستو، ساعات أوميغا، أقلام شيفرز (يفتح التابوت ويعرض عليهم بعض النماذج
الملونة الباهرة للأنظار، يتكومون حوله غير مصدقين).
صقر: مخترعات عجيبة.
أبو خالد: أشياء لا تصدق.
المهرج: وعندنا كلونيا، قمصان نايلون، بنطلونات شارلستون.
صقر: وهل تنعمون أنتم أحفادنا العرب بكل هذه النِّعم.
المهرج: طبعاً طبعاً. وعندنا أيضاً بفتيك، روستو، همبرغر، شاتوبريان، بوظه توتي فروتي،
شوكالامو.. عندنا سيارات تسير.. طيارات تطير.. عندنا صحف مجلات
(يعطيهم رزمة من الصحف والمجلات فيختطف كل واحد جريدة أو مجلة ويغرق فيها)
خذوا يا أجدادي خذوا.. واطّلعوا على ما تشاؤون من أنباء الحضارة والتقدم في بلادنا.
(يجهز نفسه بهذه المناسبة وكأنه سيرحل).
صقر: نزول أول إنسان على سطح القمر.
عبيد الله: اكتشاف دواء للصرع..
أبو خالد: الفريق العربي يهزم الفريق التركي بكرة القدم.
صقر: أنباء لا تصدق.. أنباء لا تصدق
عبيد الله: البطل المصري يهزم البطل الانكليزي في المصارعه
أبو خالد: البطل التونسي يهزم البطل الفرنسي في الجمباز
صقر: انه حفيدي
عبيد الله: عازف سوري يفوز بالجائزة العالمية للموسيقى
صقر: إنه حفيدي.
أبو خالد: حسناء لبنانية تصبح ملكة جمال الكون.
صقر: إنها حفيدتي.. إنهم أحفادي (يعانق المهرج) شكراً يا بني..
شكراً لقد أثلجت صدري بهذه الأنباء..
المهرج: وعندنا أيضاً أبطال في الملاكمة والباسكيت والبينغ بونغ والشطرنج..
في كل شيء، في كل شيء..
أبو خالد: الآن اطمأنَّ قلبي
عبيد الله: وعادت ثقتي بأحفادي
صقر: بوركتم من شعب
المهرج: وعندنا أجمل الألبسة، وأطيب المأكولات، وأحدث الحوانيت والفيلات.
وقد جئتكم ببعض الهدايا.
صقر: لا لا . وإلا أغمي عليّ. أنباؤك أجمل الهدايا.
المهرج: للذكرى.. للذكرى فقط (يقدم له نظارات شمسية ويثبتها على عينيه)
صقر: (مختالاً بالنظارات) يالله.. الدنيا سوداء.. سوداء من بعيد.
المهرج: (يقدم ربطة عنق لعبيد الله ومظلة لأبي خالد) للذكرى.. للذكرى فقط
عبيد الله: (مختالاً بربطة العنق) ما أروعها انظر أبا خالد.
أبو خالد: (مختالاً بالمظلة) يالله.. خيمة، والله خيمة تُحْمَلُ باليد.
صقر: اختراعات لا تصدق.
المهرج: وعندنا أيضاً كلينكس.. وعندنا كوتكس.
صقر: يكفي، يكفي يا بنيّ إن النماذج التي رأيناها والأنباء التي قرأناها تجعلني أكثر
زهواً من الطاووس. شكراً أيها الأحفاد.
عبيد الله: أحفاد رائعون.
صقر: لا ريب في أن هذه اللحظة من اللحظات المجيدة في تاريخنا.
أبو خالد: ولا غِروَ في أن هذا اليوم سيخلده التاريخ كيوم القادسية.
عبيد الله: ولا مشاحة في أن شهداءنا يبتسمون الآن مطمئنين في قبورهم.
المهرج: (بعد أن أصبح مستعداً للرحيل) أفهم من هذا أن ما بيننا من سوء تفاهم قد انتهى؟
صقر: لقد غفرنا لك وسامحناك.
أبو خالد: يا رسول أمتنا من القرن العشرين.
المهرج: أجدادي الكرام. إنني أنتهز هذه المناسبة الخالدة لأعبِّر لكم عن عميق شكري
وامتناني للحفاوة البالغة التي لقيتها من لَدُنكم، ولِتَفَهُّمِكم العميق لظروفي كممثل (يتصنع البكاء)
وأنني إذا أرحل عنكم في هذه اللحظة أعاهدكم عهداً قوياً متيناً بأنني سأنقل لأحفادكم في القرن
العشرين أجمل تحياتكم وأحرَّ أشواقكم.. الوداع يا أجدادي (يعانقهم فرداً فرداً ويتمدد في تابوته
ويغلقه بسرعة حيث يحمله أربعة من الأعراب ويخرجون به).
صقر: الوداع يا حفيدي.
عبيد الله: طيبَ الله ذكراك.
أبو خالد: ترفقوا به .. وسيروا بهدوء.
(يجلس صقر وأبو خالد وعبيد الله في وجوم لهذا الفراق بينما تسمع في الخارج
الزغاريد وقرعات الطبول ترافق النعش وتخفت رويداً رويداً مع موسيقى جنائزية)
صقر: كأنه حلم.
عبيد الله: حفيدٌ رائع.
أبو خالد: حفيد مثقف.
صقر: يخيل لي أننا تسرَّعنا.
عبيد الله: بماذا؟
صقر: برحيله.
أبو خالد: فعلاً. لم يكن يضيرنا لو مكث بيننا ليلة أخرى .
عبيد الله: أو ليلتين.
صقر: إنني أفكر في أبعد من ذلك (نظرات اهتمام) أفكّر في بقائه بيننا إلى الأبد. رجل في
مثل موهبته وذاكرته ومعلوماته يجب أن نستفيد منه (ينادي) أيها الخادم..
الخادم: أمر مولاي
صقر: الحقْ بحفيدنا الراحل.. وعد به في الحال (الخادم يخرج مسرعاً)
صوت الخادم: أوقفوه.. أعيدهوه..
أبو خالد: فكرة وجيهة.
عبيد الله: ولكن أتراه يوافق؟
صقر: ولم لا؟ إذا كان ودوداً لأجداده فخوراً بتاريخه.. عليه بالموافقة.
(بحماس مفاجئ كله نشوة) يجب أن نستغلّه من رأسه حتى أخمص قدميه.
عبيد الله: في أي مجال يا مولاي.
أبو خالد : مجالاتنا لا تحصى
صقر: راودتْني هذه الفكرة وأنا أودعه.. وأنا أشعر بدموعي تختلط بدموعه.
عبيد الله: دمٌ واحدٌ يجري في عروقنا جميعاً
أبو خالد: لنعينه مديراً للمقابر العربيو، فروحُهُ المرحه ستبعث فيها الحياة.
صقر: لا لا. حرام أن نبدِّدَ مواهبه في المقابر.
عبيد الله: مدير تشريفات. فإن فنه وحسنَ تصرفه وبداهة خاطره تنسجم تماماً
مع هذا المنصب.
صقر: لا لا. مؤهلاته ليست محصورة في لباسه. إنها هنا (يعني في رأسه) وعلينا أن نستغلَّ
حتى آخر قطرة ما هو موجود هنا.
أبو خالد : خطرتْ لي فكرة . فكرة جهنمية يا مولاي. ما دام حفيدنا ممثلاً بالفطرة بالسليقه..
فلماذا لا نبعث به إلى إحدى الولايات ليكون ممثلاً لك فيها؟
صقر: تقصد والياً؟
أبو خالد: نعم والياً. إنه ثروة من الثقافة والكلام المنمق.
عبيد الله: فكرة جديرة بالتمحيص.
صقر: (موافقاً بحرارة) بل جديرة بالتنفيذ. سأعينه والياً في الحال (ينادي) أعيدوه أوقفوه..
أعيدوه (تقترب ضجة الجنازة العائدة من زغاريد وقرع طبول) سيكون
قدوةً في الإدارة والتنظيم.
عبيد الله: فكرة جليلة.
أبو خالد: إنها فكرتي.
(يدخل حاملو التابوت يضعونه على الأرض وينصرفون بينما
يتساءل المهرج قبل أن يخرج منه)
المهرج: ما الخبر؟ لماذا أعادوني؟
أبو خالد : أخبار سارة.
عبيد الله: مفاجأة.
المهرج: ماذا تخبئون لي أيها الأجداد؟
صقر: (يعانقه) مفاجأة لن تخطر لك على بال (منادياً) أيها الخادم.
الخادم: نعم مولاي.
صقر: جهز لنا المائدة.. كما لو كنت تجهز جيشاً للحرب.. فحفيدنا جائع.
المهرج: (بغير حماس لبقائه) ولكنه قد يتأخر بي الوقت ولا أرتاح للسفر ليلاً في تابوت.
صقر: ومن قال لك سترحل.
عبيد الله: لن ترحل في الوقت الحاضر.
أبو خالد: قل وداعاً للقرن العشرين.
المهرج: لن أرحل؟ وماذا أفعل هنا.. إنني
صقر: تفضلوا.. تفضلوا (يجلسون إلى الخوان وقد أخذ الخادم بجلب الطعام) اسمع أيها
الحفيد العزيز نظراً لما تتمتع به من حصانة ومنطق وسعة اطلاع ومواهب ونظراً لافتقارنا
الشديد إلى الرجال الأكفاء من أمثالك فقد قررنا تعيينك والياً على إحدى الولايات العربية.
المهرج: (وقد هزته المفاجأة) والياً؟
صقر: نعم كالحجاج وابن العاص.. وسواهما
المهرج: ولكنني يا مولاي.
أبو خالد: لا تحاول الاعتذار
عبيد الله: لن نقبل أعذاراً
المهرج: لا أعرف بأي لسان أشكركم. إنني أقبل بكل تأكيد فأنا خُلقتُ على كل
حال لتحمل المسؤوليات والمخاطر الجسام. ولكنني أتساءل عما إذا كنت جديراً بهذه الثقة.
صقر: ومن هو أجدر منك بهذا المنصب؟
أبو خالد: من يبزّك ثقافة واطلاعاً؟
المهرج: فعلاً معي لاث شهادات. وأتقن ثلاث لغات (يتحدث بضع جمل من كل من
اللغة الفرنسية والانكليزية والصينية)
صقر: رائع .. رائع
عبيد الله: مدهش.
أبو خالد: إنها فكرتي.
صقر: والآن إلى الطعام.
عبيد الله: كان يجب أن نشرب نخبه
صقر: ما دامت المشروبات محرَّمةً علينا فليس عندنا ما نشربه سوى دموع الفرح
المهرج: بعد أن ملأتم قلبي بالفرح فإملاءُ المعدة بالطعام يصبح أمراً ثانوياً.
ولكنني أحبّ أن أسأل
عبيد الله: صاحب طُرفة أيضاً.
أبو خالد: والطُّرفُ من مستلزمات الوالي (يضحكون)
المهرج: ومع ذلك أحب أن أسأل أية ولاية سأتولاها؟
صقر: الولاية التي تريد.
أبو خالد: قل أريد هذه أو تلك وتُفتَحُ لك الأبواب على مصاريعها.
المهرج: آمل أن تكون معتدلة المناخ فصحَّتي كما ترون يا مولاي.
صقر: طبعاً طبعاً (يتوقف عن مضغ الطعام ويفكر) سأضع كل شيء في اعتباري..
أية ولاية.. أية ولاية.. الأندالس.. سأعينك والياً على الأندلس.
المهرج: (تتجمد اللقمة في فمه وكأنه قضم لسانه) الأندلس؟
صقر: نعم الأندلس.. أعزّ الولايات على قلبي.
المهرج: ولكن
أبو خالد: اختيار موفق.
عبيد الله. ولاية حقيقية.
المهرج: ولكن الأندلس رحمها الله يا مولاي
صقر: ماذا تقصد برحمها الله؟
المهرج: أقصد ذهبت منذ مئات السنين
(الثلاثة ينظرون إلى بعضهم سوف ينفجرون ضاحكين)
صقر: طُرفه.. يا لها من طرفه
أبو خالد: ألم أقل لكم.. صاحب طرفه
عبيد الله (وهو لا يكاد يمسك نفسه عن الضحك) يا بني إذا كان من وردٍ أحمر
مازال يتفتح في سهول الأندلس.. فلأنه مرويٌّ بدمائنا.
المهرج: على كل حال .. آسف..
صقر: لا داعي للأسف.. لا داعي للاعتذار فهمت قصدك.. (للآخرين) فهمت
قصده الأندلس كبيرة عليه.. ويريد ولاية أصغر.
أبو خالد: هذا واضح.
عبيد الله: عندنا ولاياتٌ من جميع الأحجام والأوزان.
صقر: الخريطة أيها الخادم .. سأنتقي لك ولاية صغيرة في حجمها كبيرة في فعلها.
الخادم: (يناوله الخريطة) تفضل يا مولاي.
صقر: (يمرر يده على الخريطة وهو يمضغ) وجدتها .. وجدتها ورب الكعبة. الاسكندرون.
ما رأيك بها؟
المهرج: (وكأنه قضم حجراً في الطعام) الاسكندرون؟
صقر: إنها والله أغلى عليَّ من ولدي سليمان.
عبيد الله: مناخٌ ولا أحلى ولا أجمل.
أبو خالد: وشعبٌ لا أعرق ولا أنبل
صقر: (يضع يده على صدره) بشهادتي.
المهرج: ولكن الاسكندرون هي الأخرى.
صقر: (متأهباً للضحك ظناً منه والآخران أنه مزاح في مزاح) ماذا رحمها الله؟
المهرج: منذ عشرات السنين _ احتلها الأتراك.
(وينفجر الثلاثة ضاحكين مرة أخرى)
صقر: طُرفة.. طُرفة ثانية يا أبا خالد. الأتراك الذين كنت آنف من محاربتهم بسيف من تنك.
أبو خالد: وأي طرفة؟
عبيد الله : لم يقلها أبو نواس.
المهرج: (بعد ضحكة مرتبكة صفراء) إنكم لا تفهمون قصدي.. ذهبتْ هي.. الأخرى
صقر: (وهو يغالب ضحكه) فهمت. فهمت الأندلس كبيره.. والاسكندرون صغيره
أبو خالد: وتريد ولاية وسطاً
عبيد الله: بين بين.
المهرج: إما لا تفهمون.. أو تتجاهلون.. الموضوع

,,,,,,
يتبع المهرج ( 2 ـ 2 )

============

ساو
ـــــــــــــــــــــــــــ
الفرح ليس مهنتي ؟
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://color-stars.mam9.com/
 
المهرج ( 1 ـ 2 )
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» المهرج ( 2 ـ3 )
» المهرج (1 ـ3 )
» المهرج ( 2ـ2 )
» المهرج ( 2 ـ 1 )
» المهرج ( 1 ـ 1 )

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
The Color Stars For Design :: الــقــســم الأدبـي وقـسـم الــشـعـراء والـقـصـصـيـن :: قــســـم الــقــصــص والــحــكــايــات والـروايــات-
انتقل الى: